عندما تنظر إلى واقع المؤسسات التعليمية بأولاد عبو ترى من مظاهر الإهمال والتهميش ما يكاد ينفطر له القلب ويتقطع الكبد من الحزن والأسى على الحالة التي أصبحت عليها تلك المؤسسات وجعلتها غير قادرة على القيام بدورها في بناء أجيال المستقبل وتأهيلهم للنهوض بأمتهم بعد أن أصبحت الظروف بداخلها ومن حولها لا تسمح بإقامة طقوس عملية تعليمية جيدة وعمل تربوي سليم.
في داخل تلك المؤسسات هناك مشاكل بالجملة من قبيل الاكتظاظ والنقص الحاد في الأطر التربوية والإدارية وغياب معظم المرافق الأساسية من مراحيض وقاعات متعددة الوسائط ومكتبة وقاعات للمراجعة وغيرها تضاف إلى الاكتظاظ الذي يعاني منه القسم الداخلي الذي يأوي من التلاميذ والتلميذات أضعاف طاقته الاستيعابية في ظروف أسوأ من ظروف السجون في العهد البائد.
أضف إلى ذلك الفوضى في تدبير تلك المؤسسات خاصة ما يتعلق باستعمال الزمن المدرسي الذي يهدر معظمه ويذهب هباء بسبب تقزيم الموسم الدراسي في أوله آخره حيث أن معظم المؤسسات التعليمية بهذه المنطقة تكون دائما هي آخر من يفتح أبوابها للدراسة وأول من يغلقها.
أما محيطها فبالإضافة إلى انعدام الأمن وانتشار مظاهر الانحراف والتحرش بالتلميذات والاعتداء على التلاميذ، فقد أصبح مطرحا للنفايات المنزلية وفضلات الأنعام والدواب، والصورة تعبر بوضوح عن ذلك وتبين كيف تتراكم تلك النفايات حتى تصبح كالجبال، والتلاميذ يضطرون إلى المرور فوق تلك النفايات للعبور إلى مدارسهم التي أصبحت وكأنها في جزر معزولة.
أما حالة بناياتها فهي أسوأ من أن تصفها كلمات معدودة وخاصة الحالة التي أصبحت عليها بناية مدرسة علي بن أبي طالب والتي نسمع بين الفينة والأخرى أن أحد أجنحتها أصبح آيلا للسقوط وهي الأنباء التي وصلت إلى علم أبنائنا فأصبحنا نقنعهم بصعوبة للذهاب إليها.
ولا أنسى عندما قالت ابنتي ذات يوم أنها تكاد تموت من الخوف خلال الحصص التي تدرسها بالجناح إياه.
فهل سيتحرك القيمون على الشأن التعليمي للنظر في هذا الواقع واتخاذ التدابير الضرورية لتصحيحه، أم أنه قدرنا الذي علينا أن نتعايش معه ونتعود على العيش فيه إلى الأبد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire